Mix

عيد الشرطة 25 يناير

 

 

تضحيات الأبطال تكتب أسمى آيات الأمن والسلامة للمصريين

 

25 يناير، عيد المصريين، عيد الجهاز الأمنى، عيد الانتصارات، عيد المقاومة الشعبية، يوم التلاحم بين البوليس والمواطنين، وغيرها من المسميات التى صاحبت يوم الخامس والعشرين من يناير، لكونه رمز خالد فى سجلات الفداء والتضحية، والبطولات التى لا تنتهى لأبطال الجهاز الشرطى، منذ معركة البوليس المصرى مع قوات الاحتلال الإنجليزى، بالإسماعيلية، فى عام 1952، حيث كانت المعركة بمثابة الترجمة الصريحة لمفاهيم التلاحم بين أبطال البوليس والشعب، حيث واجه الفدائيون وأبطال البوليس بأسلحتهم الخفيفة هجوم الدبابات والمدفعيات الإنجليزية بقيادة البرجيدير إكسهام، فى مبنى البستان «مبنى مديرية الأمن حاليًا» وسقط 56 شهيدًا، وأصيب 80 مصريًا.

ومنذ تلك الأحداث وكان الفشل هو النتيجة الحتمية لكل محاولات الوقيعة بين الشرطة والمصريين، حيث أثبتت الأحداث المتلاحقة أن طبيعة العلاقة تحتوى على كيمياء غريبة ولا يمكن لأحد أن يغير من طبيعتها، بالإضافة إلى الشعار الأمنى الذى تطور مرات ومرات كان هدفه الأساسى، حماية الشعب من مخططات الأعداء وقوى الشر التى تستهدف النيل منه والإساءة إلى المجتمع كاملا، ولعل شعار الشرطة الذى تبدل أكثر من مرة ليكون مفهومه الأساسى هو خدمة الشعب بما يحقق الصالح العام للوطن والمواطن.

وعلى مدار العقود الماضية أظهرت الشرطة المصرية نجاحات كثيرة لم تكن فى الحسبان، وكانت بمثابة حائط الصد الأقوى والأبرز للكثير من محاولات الأعداء التى كانت تستهدف مصر «الوطن، والمواطن»، ولم تتوان الشرطة عن تقديم أغلى وأسمى ما لديها لنشر الأمن والاستقرار فى ربوع البلاد، حيث قدمت الكثير من الشهداء خلال المواجهات المتنوعة مع العناصر الإجرامية والإرهابية على حد سواء، وروت دماء أبطال الشرطة الأرض الطاهرة واختلطت بحبات الرمال لتسطر أهم الملاحم الوطنية فى التاريخ.

«الوطن والمواطن»

يأتى اختيار شعار الشرطة ليؤكد على أن دور الشرطة حماية الوطن والمواطن، فبين شعار الشرطة فى خدمة الشعب، والذى تبدل إلى الشعب والمواطن فى خدمة الوطن، ثم عاد مجددا إلى الشرطة فى خدمة الشعب، فستبقى هذه الكلمات ضامنة بما تحمله من معان حقيقية لعلاقة طيبة تجمع المواطنين بأبطال الجهاز الأمنى، وأيا كانت أو استقرت الكلمات فلا يختلف أحد على أن وزارة الداخلية بما فيها من قطاعات خدمية وأخرى أمنية تعمل من أجل توفير الخدمات اللازمة للمواطن، فلا تزال الحملات الأمنية والتحركات فى الشوارع المختلفة، مصدر لتأمين المواطنين، ولا تزال سيارة البوكس، باعثة للأمان وطمأنينة المواطنين.

الضربات الاستباقية

وستبقى النجاحات الأمنية التى تحققت من خلال الضربات الاستباقية دورها البارز لنشر الأمن والاستقرار بين المواطنين فى ربوع مصر حيث أوجد أبطال الجهاز الأمنى مفاهيم جديدة أذهلت الجماعات الإرهابية، حيث نجحت الشرطة فى المواجهات بمفهوم الضربات الاستباقية، ولا ينكر أحد حجم العمليات التخريبية التى نجحت الشرطة فى تنفيذها على مدار الفترة الماضية، حيث استطاعت الشرطة أن تحصد أرواح عددا لا باس به من منفذى العمليات الإرهابية التى استهدفت مصر الوطن والمواطن، ولا تزال المواقف عالقة بالقلوب والصور التى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعى، لأبطال الشرطة وهم يترصدون لأفراد الجماعات الإهاربية، وسيبقى مشهد أحد أبطال الشرطة وهو يلقى القبض على أحد الإرهابيين قبيل تنفيذ عملية تخريبية فى منطقة الحسين، خير دليل على اليقظة التى تتحلى بها الشرطة المصرية، والتى تدفع خلالها الغالى والنفيس دون أن تعبأ بحجم الخسائر، وإن كانت جميعها مكاسب ولا توجد خسائر، وتنوعت هذه الضربات التى لم تقف عند حد معين، فنجحت قوات الشرطة فى وقف نشاط الجماعة الإرهابية، فى جميع المحافظات.

شهداء الشرطة

وراء كل شهيد قصة ملحمة بطولية يفتدى بها مصر «الوطن، والمواطن» .. وسيظل يذكر التاريخ على أن مصر تمتلك أقوى الأجهزة الأمنية والمعلوماتية فى العالم، منذ العقود الماضية والتى كانت تعتمد فيها عملية جمع المعلومات بصورة رئيسية على الأفراد، فكم من الأخطار التى كشفتها الشرطة قبل وقوعها، وكان أكثرها وضوحا فى بداية الثمانينيات وبالتحديد قبل استشهاد الرئيس الراحل أنور السادات، حيث تنبأت الشرطة من خلال المعلومات التى جمعتها بوجود استعدادات وتدريبات مكثفة لعناصر الجماعات الدموية على الاغتيالات وأظهرت معلومات الشرطة وقتها أن هناك خطورة غير مسبوقة على حياة الرئيس، وحاول وقتها النبوى إسماعيل، وزير الداخلية وقتها، منع السادات من حضور حفل التخرج، وتتوالى الأحداث التى تم إقحام الجهاز الشرطى فيها خلال عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، حيث تنبأت أجهزة الأمن بأحداث يناير 2011، لكن لم تستعد لها أجهزة الدولة التى تركت الشرطة وحدها فى مواجهة المواطنين، ولا ينكر أحد أن الشهداء الذين سقطوا خلال الأحداث الدامية التى تدخلت فيها أطراف إرهابية، كان لهم دورهم فى إنجاح ثورة يناير، وهو ما كشف المؤامرات التى كانت تديرها الجماعات الإرهابية لإشاعة الفوضى فى البلاد، وعلى الرغم من سقوط العشرات من الجهاز الأمنى فى ربوع مصر بين قيادات وأفراد إلا أن المصريين ساندوا الشرطة باعثة الأمن والاستقرار فى مصر، للعودة إلى المشهد من جديد.

القصاص للوطن

لا يخفى على أحد ما شهدته الحياة من تجديد الأمل، عندما أخذ المصريون بأياد أبطال الشرطة لتبدأ ملاحم بطولية لحماية مصر من كيد جماعات الدم والشر، ليكتشف المصريون حجم المؤامرات والمكائد التى لا تنتهى التى صنعتها جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت تسعى للسطو على مؤسسات الدولة واختراق جهازها الأمنى، وتكرر المشهد الذى لم تتوان الشرطة عن تقديم دماء أبنائها الذكية فداء للوطن، وأعادت أحداث يونيو 2013 كبرى الملاحم الشعبية بين الشرطة والمصريين، وكانت الشرطة هى أكثر الهيئات التى استطاعت بجهودها حماية الثورة الشعبية الرافضة لحكم الإخوان.

شهداء صنعوا التاريخ

على الرغم من كثرة شهداء الشرطة سواء فى أحداث الثورات أو دونها إلا أن هناك شهداء ستظل ذكراهم مرتبطة بأحداث كبرى فى الجهاز الأمنى، فسيظل التاريخ المصرى يذكر شهداء الشرطة، الذين نجحوا خلال مواجهاتهم الأمنية مع العناصر الإجرامية شديدة الخطورة فى تجفيف منابع السلاح والمخدرات من المناطق الشهيرة بتجارة المخدرات والسلاح فى المحافظات.

والشهيد البطل اللواء نبيل فراج، الضابط الصعيدى ابن سوهاج، والذى رحل فى عام 2013، خلال مواجهة مجموعة من الإرهابيين، الذين كانوا يسعون للسيطرة على منطقة كرداسة، وكان الشهيد يشعل منصب مساعد مدير أمن الجيزة، وكانت قوات الشرطة قد اقتحمت كرداسة لتطهيرها من الإرهابيين، ودارت المعارك بين 4 مروحيات تابعة للقوات المسلحة وقوات الأمن من ناحية، وإرهابيين يحتمون بإحدى المدارس بمنطقة كرداسة.

ولن ينسى التاريخ قصة استشهاد النقيب الشهيد عمر القاضى، فى يونيو 2019، أول أيام عيد الفطر، على أصوات تكبيرات المصلين فى المساجد والساحات، عندما هاجمت مجموعة إرهابية كمين العريش، مكان خدمة الشهيد، فقرر الشهيد البطل الدفاع عن كمينه حتى آخر نقطة دماء سطر أفراد كمين العريش ملحمة بطولية ماتوا صامدين فى أول أيام عيد الفطر دون خوف أو رهبة.

كما لن ينسى أحد قصة البطل النقيب ضياء فتوح، خلال 2015، الذى استشهد أثناء قيامهم بتفكيك إحدى القنابل بجوار محطة الوقود بالقرب من قسم شرطة الطالبية، وطلب منه القيادات تفيكك القنبلة بمدفع المياه، لكنه رفض خوفا من انفجارها داخل محطة الوقود حتى لا تتسبب فى كارثة بالمنطقة خاصة لوجود مواد مشتعلة، قرر ارتداء بدلته الواقية وطلب من المواطنين الابتعاد عن القنبلة وفور وصوله إلى مكان القنبلة انفجرت فيه لتحول جسده الى أشلاء تتناثر فى المكان ويفدى بروحه عشرات المواطنين.

أما البطل العميد طارق المرجاوى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، فسيبقى علامة مضيئة فى سجل شهداء الواجب حيث استشهد أثناء تأدية واجبه أمام جامعة القاهرة، فهو من قضى حياته مطاردًا للعناصر الإجرامية، وعدوًا لعتاة الإجرام، ثم ملاحقًا للعناصر الإرهابية التى قررت استهدافه لإيقاف خطره تجاههم، وتمكنوا من استهدافه، إلا أنه ترك خلفه ذكرى لرجل شرطة مارس عمله بشرف، وتلاميذه يتتبعون خطاه، هدفهم الحفاظ على الوطن، والتصدى لمحاولات النيل منه.

ودفع المرجاوى، حياته على إثر انفجار 3 قنابل بدائية الصنع بمحيط جامعة القاهرة.

كما لا يمكن أن ننسى قصة بطولة العميد ساطع النعماني، الذى حفر اسمه في تاريخ بطولات الوطن بحروف من نور، وسيظل اسمه وبطولاته خالدة في تاريخ مصر، عندما خرج من مكتبه نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، في أغسطس 2013 ليواجه مسيرات تنظيم الإخوان الإرهابي، التي استهدفت أهالي بولاق الدكرور، من فوق كوبري الجامعة، فتلقى طلقة غادرة أصابته بالوجه ليهرول به الأهالي إلى أقرب مستشفى، لتبدأ رحلة آلامه بين مستشفى الشرطة، والدول الأجنبية، وكرمه الرئيس السيسى، ومنحه رتبة العميد كرتبة استثنائية، ورحل البطل فى نوفمبر ٢٠١٨ بإحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن.

وهناك عشرات الشهداء، الذين قدموا أروع ما لديهم من بطولات على مدار السنوات الماضية، حيث أعلنت وزارة الداخلية، احتفائها بأبطالها الشهداء، واعتنائها بذويهم فى جميع المناسبات، فضلا عن الخدمات التى اختصت بها الدولة أسر الشهداء، لمحاولة تعويضهم أغلى ما يمتلكون، ومعاونة ذويهم على تخطى الأزمات، ومشاركتهم المناسبات المختلفة، حتى لا يشعرون بالوحدة أو أن الدولة لا تهتم بهم، وتسعى الدولة من خلال أجهزتها المتباينة للتأكيد على أنه لولا بطولات الأبطال ما استقرت أوضع الأوطان، وما تحققت النهضة التى تعيشها المحافظات المصرية، فى جميع المجالات.

الأبطال ومثلث الرعب

ولعل قرية الجعافرة، صاحبة الشهرة فى تجارة المخدرات والسلاح، أكثر الأدلة على النجاحات المتلاحقة فى جهاز الشرطة، فلا يمكن لأحد أن يتناسى حجم المواجهات التى شهدتها القرية على يد أحد تجار السلاح والمخدرات، ونجحت الشرطة فى تجفيف منابع الذعر وقتها حيث نجح الأمن فى تحويل «الجعافرة» من منطقة لإرهاب المواطنين إلى جنة بها الخضراوات والفواكه، وشاركت محافظة القليوبية وقتها من خلال اللواء رضا فرحات، محافظ الإقليم وقتها، بكل الإمكانيات المتاحة لإعادة الروح من جديد إلى شرايين الحياة فى الجعافرة، حيث كانت هناك خدمات متوقفة بأمر العناصر الإجرامية التى تم إنهاء أسطورتها الإجرامية، وارتبط اسم الشهيد البطل مصطفى لطفى، بأكبر عملية تطهير للقرية من معاقل الإجرام.

وتحتفل الداخلية بعيد الشرطة بشكل إنسانى مختلف حيث توجه القوافل الشاملة «الطبية، والغذائية»، لمؤازرة الفئات الأكثر احتياجا، بالإضافة إلى الطفرة التى تمت فى تغيير المفاهيم العقابية لنزلاء السجون، وإنشاء مراكز الإصلاح وإعادة التأهيل للسجناء، ولا ينسى أحد المبادرات التى أطلقها ضباط السجون، لسداد الغرامات والمبالغ المستحقة على الغارمين والغارمات من أموالهم الخاصة، بالإضافة إلى توفير الخدمات المتميزة لأسر السجناء، والمفرج عنهم، كما تحتفل الشرطة بإطلاق قوافل الخدمات لاستخراج الأوراق الثبوتية من خلال المراكز المتنقلة فى المحافظات والتى تستهدف الأسر الأكثر احتياجا.

المهام الصعبة

لن تغيب المشاهد البطولية عن رجال الشرطة، فلا يزال مشهد تواجد اللواء مؤمن السعدى، مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للمرور حاليا، أثناء وقوفه وسط مياه الأمطار الغزيرة لتسيير الحركة المرورية فى منطقة مدينة نصر بينما كان المياه قد أغرقته بطريقة أذهلت المواطنين أنفسهم، ولم يعبأ اللواء السعدى وقتها حيث كان وكيلا للإدارة العامة لمرور القاهرة، وتكررت هذه المواقف فى العديد من الأزمات والمواقف الحرجة حيث كان أبطال الشرطة يظهرون أقصى ما لديهم من بطولات وتضحيات لتأمين مصر «الوطن، والمواطن».

 

محمود أبوسالم

 

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button